التفكك الأسري، أسبابه وآثاره واساليب الوقاية
لا شك أن الأسرة هي اللبنة الأولي من لبنات المجتمع إن صلحت صلح المجتمع بكل تأكيد وإن فسدت فسد المجتمع، ولقد أصبحت ظاهرة التفكك الأسري ظاهرة تهدد كيان الأسرة بوجه خاص والمجتمع بوجه عام، حيث أصبحت ظاهرة تعاني منها مختلف الطبقات والفئات والذى ادى الى انتشار العداوة والكراهية بين أفراد الأسر، ونظرًا لانتشار حالات الطلاق وفتور العلاقات الزوجية الأمر الذي جعلنا نتناول هذه الظاهره؛ وفي هذا المقال سوف نتعرف علي ما يلى
ماهو مفهوم التفكك الأسري؟
وماهي أقسامه؟
وكيف يتطور بين أفراد الأسرة الواحدة؟
وما هي آثاره النفسية على الأطفال؟
وما دور الآباء لتجنب هذه الظاهرة؟
محاور الموضوع
- مفهوم التفكك الأسرى.
- أقسام التفكك الأسري.
- أسباب التفكك الأسرى.
- آثار التفكك الأسرى.
- الأساليب العمليه للحد من التفكك الأسرى.
- الوقاية من حدوث التفكك الأسري.
مفهوم التفكك الأسري
يُشير إلى
انعدام التواصل
بين أفراد الأسره ،وغياب أحد أفراد الأسرة الأمر الذي يترتب عليه حدوث تفكك لدي
ابناءها ولجوء الأبناء إلى البحث عن وسائل التنفيس عن الصراعات التي يواجهونها
داخل أفراد الأسرة
ويُعني أيضا
تصدع الأسرة وحدوث خلل في توازنها وانهيار نظام الأسرة وعدم القدرة على أداء وظيفتها بشكل طبيعي وفقدان التواصل الجسدي والعاطفي بين أفراد الأسرة.
أقسام التفكك الأسري
- تفكك حقيقي
وهو إبتعاد أفراد الأسرة وانقطاعهم عن بعضهم البعض لأي سبب كان. - تفكك معنوي
وهو تواجد أفراد الأسرة الواحدة تحت سقف واحد ولكن ينعدم بينهم التفاعل والتودد والإتصال نظرًا لاختلاف الفكر وانعدام التوافق بينهم مما يجعل كلاً منهما ينفر من الآخر.
أسباب التفكك الأسري
- الطلاق، أو وفاة أحد الزوجين.
- العنف الأسري
وهو سبب رئيسي لحدوث التفكك الأسري مثل سوء معاملة الآباء للأبناء او عدم التوافق بين الزوجين وكثرة الخلافات والاعتداء البدنى او اللفظى. - عدم تناسق العقول وغياب التفاهم بين أفراد الأسرة والتشبث بالآراء واللجوء إلى السيطرة والتسلط وغياب لغة النقاش.
- ضغوطات الحياة وعدم الشعور بالرضا مما ينعكس على المعاملة.
- سوء إختيار الزوجة أو الزوج والإعتماد علي معايير سطحية.
- سماح أحد الزوجين أو كلاهما للغير بالتدخل في خصوصياتهم وفض الاشتباكات التي تحدث بينهم وحل مشكلاتهم.
- نكران العشرة بين الزوجين.
- التنازع والتخاصم وغياب المودة والرحمة والسكينة والتعاون بين أفراد الأسرة.
- الخلاف علي الميراث أو التركه بعد موت أحد أفراد الأسرة وتنافس كل فرد علي الاستيلاء على الآخر وقد يستمر ذلك النزاع إلي الأمد البعيد.
- تخلي الوالدين عن أدوارهم ومسؤلياتهم في التربية.
- تضارب الأدوار بين الزوجين ووجود منافسة بينهما لمحاولة السيطرة كل منهم علي الآخر.
- إدمان الوالدين للوسائل التكنولوجية ووسائل التواصل الإجتماعي.
- الإنسياق وراء الدعاوي الهدامة والإشاعات والمحتويات الخاطئة التي تسعي إلي هدم الأسر.
- عدم اتساع صدر أحد الزوجين أو كلاهما وانتظاره لهفوات الآخر وعد أخطاءه.
- لأصدقاء السوء دور قوي في حدوث التفكك الأسري.
- البعد عن الدين والوقوف عند ظواهر النصوص دون فهم مقاصدها.
- إهمال العناية الشخصية والتهادي بين الزوجين.
- إنشغال الأب في ضغوط الحياة الخارجية يؤدي إلى تفكك العاطفة بينه وبين أبناءه.
- معظم الأفراد يفهمون فكرة التعدد بطريقة خاطئة مما يترتب عليها صعوبة المساواة بين الزوجات وعدم قدرة الفرد على المساواة بين الأبناء في العطاء المادي و المعنوي.
آثار التفكك الأسري
- نشأة طفل غير سوي غير قادر على مواجهة المشكلات والتحديات والصعوبات وشعور الطفل بأنه غير مرغوب فيه.
- قد يصل الأمر الى الطلاق مما يؤدى الى صدمة نفسية للطفل ، واضطراب الآراء وعدم وجود رأي موحد وانعدام الاستقرار النفسي والكراهية والتمرد نتيجة للصدمة.
- حدوث المشاكل والخلافات بين الوالدين يؤدي ذلك بالطفل إلي الإنعزال والخوف من إنتقال العقاب إليه والشعور بالذنب والانطواء وعدم شعوره بالطمأنينة.
- حرمان الأبناء الكثير من حقوقهم يؤدي بهم إلي أن يقوموا بالبحث عنها في صور أصحاب السوء والإدمان وتعاطي المخدرات وتسول العاطفة التي لم يحصلوا عليها.
- عقد الطفل مقارنات مستمرة بين أسرته المفككة والحياة الأسرية التي يعيشها باقي الأطفال مما يؤدي به إلي الشعور بالإحباط.
- نشأة جيل متساهل بالقيم والموروثات الإجتماعية يعتنق مفهوم السلبية والأنانية وحب الذات.
- قلة او انعدام الرقابه مما قد يؤدى الى ظهور نوع من التمرد اوالعدوان.
- انشغال الام والاب اما بزواج جديد واسره جديده او بوظيفة جديده لتوفير الاحتياجات الماديه.
- إنقطاع صلة الرحم.
- يفرز التفكك الأسرى شخصيات هجومية قاسيه لا تملك وسائل الجدل والحوار ولا يمتلك المرونه لتقبل الآراء التي تتعارض مع آراءه.
- إفراز شخصيات انتقاميه تسمح بأذية الآخرين والانتقام منهم دون الشعور بالذنب تجاه ذالك.
- لجوء الأبناء إلى البحث عن وسائل خارجيه للتفريغ عن الصدمات والمشاكل التي يواجهونها.
الأساليب العملية للحد التفكك الأسرى
الإهتمام بوضع سياسة للتوعية الأسرية تتناول الإجراءات التالية:- تغير مفاهيم الآباء والأمهات والأسر بشكل عام حول أسس اختيار الأزواج وتدعيم فكرة المتكافئ.
- توعية الذكور والاناث بادوارهم الأسريه المطلوبه.
- عقد دورات وندوات وحلقات نقاش حول الأدوار الأسريه ودور الزوجه تجاه زوجها والزوج كذالك.
- تفعيل دور وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام والتوعيه بشأن هذا الأمر.
كيفية الوقاية من حدوث التفكك الأسري؟
- الرجوع إلي قواعد ديننا وثوابتنا ، وغرس بذور الإيمان ومبادئ الأخلاق منذ الصغر.
- علي الوالدين تحمل المسؤولية ورعاية الأبناء ومتابعتهم والإهتمام بهم وهذا لا يقع علي عاتق أحدهما دون الآخر بل كلاهما معًا.
- حسن العشرة بين الزوجين وتقبل واحترام كلا الطرفين للآخر.
- أن يكون الوالدين قدوة حسنة لأبنائهم.
- معرفة كل فرد داخل الأسرة بواجباته واحترام كل منهم للآخر.
- التحكم في الإنفعالات والإبتعاد عن التسلط والعنف والتعبير عن مشاعر الغضب والإحباط بطريقة طبيعية غير هجومية.
- التعامل بحكمة ومرونة في حل المشكلات التي تعترض الحياة الزوجية والتحدث حول هذه المشاكل وحلها بعيدًا عن الأطفال.
- غض الطرف عن بعض الأخطاء وعدم ذكر العيوب بين كلا الطرفين وتجنب المقارنات.
- التحدث وإنشاء حوار بين أفراد الأسرة وإتاحة الفرصة لكل فرد للتعبير عن رأيه بصراحه وموضوعية بلا هجوم والإستماع إلي الأبناء والتحدث معهم حول مشاكلهم لإيجاد الحلول لها.
- الرقابة الحكيمة علي الأبناء سواء داخل البيت أو خارجه ومراقبة استخدامهم لوسائل التواصل وتعليمهم كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح.
- الترويح عن النفس أمر ضروري لجميع أفراد الأسرة حتي لو بأقل التفاصيل.
- تدخل علماء الدين في التوعية بمراعاة حق الرجل وحق المرأة والأولاد.
- استشارة أخصائين أو رجال الدين في المشاكل التي تواجه الأسرة.
بقلم:
أ/فاطمة أحمد عبدالجليل محمد
بكالوريوس تربية قسم رياض الأطفال
أ/اماني محمد محمود عبد الحميد
طالبة بكلية التربية الخاصة جامعة الأزهر