random
أخبار ساخنة

لا تسمح لهم بإحراجك: تعلم فنون الرد على المواقف السخيفة



لا تسمح لهم بإحراجك تعلم فنون الرد على المواقف السخيفة


هل حدث معك من قبل أن قال لك شخص شيئًا محرجًا، ولم تعرف كيف ترد عليه في تلك اللحظة؟ ثم بعد أن انتهى الموقف، فكرت في الرد المناسب وقلت لنفسك: "يا ليتني قلت كذا".


هذا الموقف يتكرر مع الكثيرين منا. قد يحدث في المدرسة، أو مع الأصدقاء، أو في أي مكان آخر. سواء كنت مراهقًا، أو طفلاً، أو حتى شخصًا كبيرًا، فمن الوارد أن تواجه تعليقات ساخرة أو مواقف مزعجة أحيانًا. هذه الكلمات يمكن أن تؤثر على ثقتنا بأنفسنا، وتجعل التعامل مع الآخرين يبدو أصعب.

الخبر الجيد هو أن الرد المناسب هو مهارة يمكن لأي شخص أن يتعلمها، حتى لو لم تكن سهلة في البداية. هذا المقال مكتوب لمساعدتك على ذلك. سنقدم لك مجموعة من الأفكار والردود البسيطة والعملية التي يمكنك استخدامها، أو تغييرها قليلاً لتناسب شخصيتك والموقف الذي تمر به.

الهدف هو أن تشعر بثقة أكبر، وأن تعرف كيف تحمي نفسك وتدافع عن مشاعرك بطريقة هادئة وذكية. هيا بنا نبدأ لتعرف كيف يمكنك الرد، وكيف لا تسمح لأي أحد بأن يقلل من احترامك لنفسك.

متاح تحميل بطاقات المشاعر مجاناً للاولاد والبنات 

كيف تفرق بين النقد والنصيحة والسخرية


الكلمات التي نسمعها كل يوم بعضها يُستخدم للبناء والدعم، وبعضها الآخر للهدم والنقد. من المهم أن ندرك أن ليست كل النصائح تُقدَّم بنفس الطريقة الودودة واللطيفة. أحيانًا، تأتي النصيحة مغلفة بنبرة حادة ومباشرة، وهو ما يمكن أن نسميه "النقد" أو "النصيحة اللاذعة". وفي أحيان أخرى، لا تكون الكلمات نصيحة على الإطلاق، بل مجرد "سخرية" مؤذية هدفها الإحراج.

فهم هذه الفروقات هو قوتك الحقيقية، لأنه يمكنك من التعامل مع كل موقف بالطريقة الصحيحة التي تحفظ لك كرامتك وثقتك بنفسك.

الفروقات الأساسية

1. النصيحة الودودة:

هي اقتراح يُقدَّم لك بنية صافية من شخص يهتم لأمرك ويريد مساعدتك حقًا.
هدفها: دعمك ومساندتك.
طريقتها: تكون غالبًا على انفراد، بأسلوب هادئ ولطيف، وتركز على شعورك وراحتك.

2. النقد (أو النصيحة اللاذعة):

هو رأي مباشر وحاد، يركز على خطأ أو عيب معين في سلوكك أو عملك. الشخص الذي يقدمه قد يظن أنه "صريح" و"يساعدك"، لكن أسلوبه يفتقر إلى اللطف.
هدفه: قد يكون هدفه التصحيح أو لفت الانتباه لنقطة ضعف، لكنه لا يراعي مشاعرك.
طريقته: يكون فجائيًا، مباشرًا، وقد يكون أمام الآخرين. لا يهتم بوقع كلماته عليك بقدر ما يهتم بإيصال "الحقيقة" من وجهة نظره.

3. السخرية:


هي هجوم شخصي يستخدم كلمات تبدو وكأنها "دعابة"، لكن هدفها الحقيقي هو التقليل منك وإهانتك.
هدفها: إيذاؤك وإضحاك الآخرين على حسابك.
طريقتها: تكون دائمًا بأسلوب استهزائي، ونبرة تهكمية، وغالبًا ما تكون بشكل علني لتضمن وجود "جمهور".

كيف تدرك الفرق بنفسك؟ 
استخدم هذه الفلاتر الثلاثة
عندما يوجه إليك أحدهم كلامًا محيرًا، مرّره سريعًا على هذه الفلاتر الذهنية الثلاثة:

1. فلتر النية: "لماذا قيل هذا الكلام؟"

هل الهدف هو مساعدتي بصدق؟ (إذًا هي نصيحة ودودة).
هل الهدف هو إصلاح خطأ فيّ دون مراعاة مشاعري؟ (إذًا هو نقد أو نصيحة لاذعة).
هل الهدف هو إحراجي وجرح مشاعري؟ (إذًا هي سخرية).

2. فلتر الأسلوب: "كيف قيل هذا الكلام؟"


هل كان الأسلوب لطيفًا وخاصًا؟ (نصيحة ودودة).
هل كان الأسلوب مباشرًا وحادًا؟ (نقد).
هل كان الأسلوب استهزائيًا وعلنيًا؟ (سخرية).

3. فلتر الشعور: "ماذا شعرتُ أنا؟"


هل شعرت بالاهتمام والدعم؟ (نصيحة ودودة).
هل شعرت بالحكم عليك أو بالارتباك؟ (غالبًا نقد).
هل شعرت بالإهانة والألم؟ (بالتأكيد سخرية).

كيف تطلب النصيحة بطريقة تريحك؟

أحيانًا، تكون أنت من يبادر بطلب الرأي، ويمكنك توجيه دفة الحوار لتحصل على نصيحة ودودة بدلاً من نقد لاذع.
  1. كن محددًا: بدلًا من أن تسأل سؤالاً عامًا مثل: "ما رأيك في ملابسي؟"، جرب أن تسأل: "أنا محتار بين هذا القميص وذاك، أيهما تراه أنسب؟". السؤال المحدد يمنع الآراء المفتوحة والقاسية.
  2. اختر الشخص المناسب: اطلب النصيحة من شخص تعرف عنه حكمته وأسلوبه اللطيف في الحديث، وليس من شخص معروف بصراحته الجارحة.
  3. ضع حدودًا مسبقة: يمكنك أن تبدأ طلبك بجملة مثل: "أحتاج رأيك في موضوع ما، لكني أبحث عن اقتراحات إيجابية تساعدني، وليس نقدًا". بهذه الطريقة، أنت تضع قواعد الحوار مسبقًا.
الآن بعد أن أصبحت لديك القدرة على تحليل الكلمات الموجهة إليك، وعلى طلب النصيحة بالشكل الذي يناسبك، حان الوقت لننتقل إلى الجزء الأهم: كيف سترد؟ (وهو ما سنتناوله في العنصر التالي).


كيف ترد على المواقف السخيفة 

الآن وقد أصبحت قادرًا على التمييز بين أنواع الكلام الموجه إليك، حان الوقت لتجهيز نفسك بمجموعة من الردود الذكية. تذكر، ليس عليك استخدام رد واحد دائمًا، فالقوة تكمن في معرفة الخيارات المتاحة. اختر الرد الذي يناسب شخصيتك، والموقف، وطبيعة الشخص الذي أمامك. هذا هو صندوق أدواتك الخاص، فاستخدمه بحكمة.

التعليقات الساخرة على المظهر


(ملابسك، شكلك، تسريحة شعرك، إلخ)

  • السيناريو: تخيل أن أحدهم يقول لك بشكل ساخر وأمام الآخرين: «ما هذا الذي ترتديه؟ ذوقك غريب جدًا!»
  • الهدف من السخرية هنا: هو زعزعة ثقتك في اختياراتك الشخصية وجعلك تشعر بالخجل.
  • الردود المقترحة:
الخيار 1: الرد الهادئ والواثق (لإنهاء الحوار)ماذا تقول؟ ابتسم ابتسامة خفيفة وقل: "قد يكون غريبًا في رأيك، لكنه يعجبني وأنا مرتاح به."
لماذا هو فعال؟ لأنه يظهر أن قيمتك لنفسك ورضاك عن ذاتك لا يعتمدان على آراء الآخرين. أنت تعترف برأيه ("قد يكون غريبًا في رأيك") لكنك تؤكد على رأيك الخاص كحقيقة نهائية ("لكنه يعجبني").

الخيار 2: الرد بقلب الموقف (لإحراج الساخر)ماذا تقول؟ انظر إلى الشخص مباشرة وقل بهدوء: "شكرًا لملاحظتك." أو الرد الأقوى: "هذا من ذوقك."
لماذا هو فعال؟ الرد بـ"شكرًا" يربك الشخص الآخر لأنه يتوقع غضبًا لا أدبًا. أما جملة "هذا من ذوقك" فهي عبقرية، لأنها ترد الإهانة بشكل غير مباشر، وكأنك تقول له: "إن رؤيتك للأشياء على أنها غريبة هو انعكاس لذوقك أنت، وليس لحقيقة الشيء نفسه."


الخيار 3: التجاهل التام (عندما لا يستحق الرد)ماذا تفعل؟ لا تقل أي شيء. فقط انظر إلى الشخص للحظة واحدة بنظرة هادئة وفارغة، ثم أدر وجهك وأكمل حديثك مع شخص آخر، أو انظر في هاتفك كأن ما قيل لم يكن مهمًا على الإطلاق.
لماذا هو فعال؟ لأنه يوصل رسالة قوية مفادها: "كلامك تافه لدرجة أنه لا يستحق مني أي طاقة للرد عليه". أنت تسلبه الشيء الذي يريده أكثر: ردة فعلك.

السخرية من طريقة الكلام أو الأداء


(إجابتك في الفصل، تلعثمك في الكلام، طريقة شرحك لفكرة)

  • السيناريو: لنفترض أنك أجبت على سؤال في الفصل، وبعد أن جلست، سمعت همسًا ساخرًا من الخلف: «يا لها من إجابة عبقرية!» (بنبرة تهكم واضحة).
  • الهدف من السخرية هنا: هو إشعارك بالغباء والتقليل من مجهودك لمنعك من المشاركة مستقبلًا.
  • الردود المقترحة:

الخيار 1: الرد بالاستفهام الهادئ (لكشف نواياه)ماذا تقول؟ التفت بهدوء إلى مصدر الصوت واسأل بصدق ظاهري: "عذرًا، لم أسمعك جيدًا، هل لديك سؤال حول الإجابة؟"
لماذا هو فعال؟ هذا الرد يضعه في موقف صعب. فهو إما سيضطر إلى إعادة جملته الساخرة بوضوح (وهو ما يتطلب جرأة لا يملكها غالبًا)، أو سيتلعثم وينكر قائلاً: "لا، لا شيء". في كلتا الحالتين، أنت تكشفه وتنتصر في الموقف بهدوء.


الخيار 2: الرد الحازم بعد الموقف (لوضع حدود واضحة)ماذا تفعل؟ إذا كان هذا الشخص يكرر سخريته، انتظر حتى ينتهي الدرس، ثم اذهب إليه وقل له على انفراد، بنبرة حازمة وهادئة: "سمعت تعليقك على إجابتي اليوم. هذا الأسلوب يزعجني، وأريد أن يتوقف."
لماذا هو فعال؟ لأنه يضع حدًا فاصلاً للسلوك غير المقبول دون التسبب في مشهد علني. أنت تظهر احترامًا لنفسك وتطالب الآخرين باحترامك، وهو قمة الثقة بالنفس.

الآن أصبح لديك مجموعة من الأدوات العملية. في العنصر التالي، سنتحدث عن بعض المهارات الإضافية التي تدعم هذه الردود وتزيد من قوتك.




ادوات ذكية لا تسمح لأحد بإحراجك


1. لغة جسدك تتحدث بصوت أعلى


قبل أن ينطق لسانك بكلمة، يكون جسدك قد أرسل بالفعل رسالة قوية. الشخص الذي ينحني ويخفض رأسه يبدو كهدف سهل، أما الشخص الواثق فيبدو كشخص لا يمكن المساس به بسهولة.

  • قف بشكل مستقيم: اجعل ظهرك مفرودًا وأكتافك إلى الخلف. ارفع رأسك وانظر إلى الأمام، وليس إلى الأرض. هذه الوقفة وحدها ترسل رسالة للآخرين بأنك شخص واثق من نفسه.
  • حافظ على التواصل البصري: عندما يرد عليك شخص أو ترد عليه، انظر في عينيه مباشرة. لا تحدق فيه بغضب، بل انظر بثبات وهدوء. هذا يظهر أنك لا تخاف من الموقف، وأنك تعني ما تقوله
  • تحكم في حركاتك: تجنب الحركات العصبية، مثل هز الساق، أو فرك اليدين، أو اللعب في شعرك. حاول أن تبقى هادئًا وثابتًا قدر الإمكان. الهدوء الجسدي هو علامة على القوة والسيطرة الداخلية.

2. تحكم فى نبرة صوتك


يمكن لنفس الجملة أن تكون قوية أو ضعيفة، مهينة أو محترمة، فقط بسبب نبرة الصوت. الشخص المستفز يريد أن يسمع الغضب أو الارتباك أو الحزن في صوتك. لا تمنحه هذا الرضا.


  • تحدث بهدوء وبطء: عندما نكون متوترين، نميل إلى التحدث بسرعة أو بصوت مرتفع ومرتجف. قاوم هذا الأمر. خذ نفسًا عميقًا قبل أن ترد، وتكلم ببطء وبشكل أوضح من المعتاد. الصوت الهادئ والمستقر يجعلك تبدو مسيطرًا تمامًا على الموقف.
  • استخدم نبرة حازمة ومحايدة: لا تصرخ ولا تهمس. هدفك هو نبرة صوت طبيعية لكنها حازمة، خالية من الانفعال الزائد. تخيل أنك تخبر شخصًا عن الوقت، بنفس الحيادية والوضوح. هذه النبرة تقتل الدراما التي يبحث عنها الشخص الآخر.

3. الانسحاب ليس هزيمة، بل هو قمة القوة


يعتقد البعض أن الفوز في الموقف يعني قول "الكلمة الأخيرة". لكن الحقيقة هي أن الحكمة تكمن في معرفة متى يجب أن ينتهي الحوار.


  • لا تدخل في جدال: بعد أن تقول ردك الهادئ والحازم، لا تنتظر لترى ردة فعلهم أو لتنجر إلى جدال لا نهاية له. لقد قلت ما لديك، والمحادثة انتهت من جانبك. أي كلمة إضافية هي إضاعة لوقتك وطاقتك.
  • غادر الموقف بكرامة: إذا كان الموقف سامًا أو وجدت أن الطرف الآخر لن يتوقف عن سخريته، فإن أقوى شيء يمكنك فعله هو مغادرة المكان. الانسحاب بهدوء، ورأسك مرفوع، وبدون أي دراما، هو رسالة تقول: "أنا أحترم نفسي ووقتي أكثر من أن أشارك في هذه السخافة". وهذا هو الانتصار الحقيقي.





author-img
موقع ابداع

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent